صورة ارشيفيه
المذنب الصالح
الشارع صامت وسكون الليل قد بدا وانتشر وافكار تراود راس سراج الدين . لماذ انا فقير
لماذا ولدت فقير ؟
بس انا مش فقير لدرجه الجوع او هدومى شكلها
قديم ومقطع .بس برضه ليه مبقاش زى ( امير ابن المهندس جعوان )
ولا حسين ابن المهندس شلبى . مع ان اهاليهم
شكلهم فلاحين وناس كده ملامحها غريبه
بالذمه دى مناظر تركب عربيات .ليه ياربى ؟
ليه ..ليه
ظل سراج الدين فى حالة من الشرود والسرحان
الى ان انفجر فى لحظه قائلا ليه ..ليه ؟ بصوت اعلى درجه من الهمس
فى هذا الوقت كانت امه السيده ( فريده) تمر خلفه فى البلكونه
دون ان تراه
وعندما سمعت صوتا يقول ( ليه) فزعت وقالت فى
شىء من الخضه بسم الله الرحمن الرحيم ومالت براسها داخل البلكونه
فوجدت سراج الدين الذى شعر هو الاخر بقدوم
احد الى البلكونه
بصوت واحد الام : مين وسراج : مين
الام : انت هنا ياسراج بتعمل ايه وايه اللى
مصحيك يابنى لغاية دلوقت
سراج: ازيك ياماما وابتسم لها وقال شكلك
اتخضيتى
الام: هو انت بتتكلم فى التليفون ولا بتكلم
نفسك
سراج: اه شويه كده ايه اللى مصحيكى
الام: والله انا قولت مش جايلى نوم قومت عشان اخبز شوية العيش دول حتى ابوك يبقى
يقوم يفطر بعيش سخن قبل ماينزل الشغل
سراج: الله يقويكى ياماما ..قال سراج تلك
الكلمات وقد ظهرت بعض الدموع فى عينه
فقالت له امه: مالك ياسراج انت زعلان من حاجه
..حد مزعلك يابنى
سراج: وصوته فيه رعشه الحزن وهو يتحدث
ويقول ( ابدا ياماما كل الحكايه انى نفسى
اسعدك .نفسى اقدملك حاجه .نفسى نعيش فى مستوى كويس احنا مش اقل من الناس اللى
حوالينا
ثم التفت ينظر للشارع ويقول ازاى ربنا مقسمها
كده ازاى ابقى متفوق على امير بن جعوان ولا حسين ابن شلبى ولا على سامر ولا نادر
ولا محمد مصطفى .ازاى ابقى اشطر واحد فى زمايلى
بس مافيش فى جيبى فلوس غير اجرة سكتى
بخرج من الكليه ببقى خايف حد يشوفنى من
زمايلى وانا بتشعبط اوتوبيس النقل الداخلى
.كل ده عشان ابويا ميزعلش منى ويفضل يقول لى ان المبذرين كانو اخوان
الشياطين .والقرش الابيض ينفع فى اليوم الاسود
على اساس ان فيه ايام بيضه فى حياتى
.
ظل سراج الدين يتحدث ويتحدث الى ان استمع
انين ياتى من خلفه فالتفت ليطمئن على والدته
وجدها تبكى فى صمت ودموعها منهمره دون ان تغمض عينيها وتحول لون وجهها الى الاحمرار
وكأن سراج الدين داس على الجرح
اسرع سراج الى امه واخذها فى احضانه قائلا
مالك ياماما بس .انتى زعلتى منى .دموعك دى
غاليه عليا .الا دموعك دى .انا اموت ولا اشوفك بتعيطى ابدا
متزعليش منى
الام: وهيا تبكى بحرقه .قائله: ابوك تعب عشان
يربيك انت واخواتك شاف ايام سوده وانا عشان مقدره ظروفه واقفه جمبه انا وابوك
عايزينكم احسن مننا مافيش ام ولا اب تتمنى
تشوف مكروه لحد من عيالها
سراج: يبتسم لها حتى يطمئنها ويقول.. ياماما
انا بفضفض معاكى انتى بتحسى بيا يعنى يا ( فوفه) افضفض لمين اروح اشوف لى واحده كده من اياهم وامشى معاها واحكيلها وتحكيلى
الام: ابتسمت وضحكت ضحكه مكتومه ثم صمتت لحظه
وعادت تقول له بشىء من الخوف على الابن
اوعا ياسراج ابعد يابنى عن سكت البنات شوف
مستقبلك الاول وبعد كده اما تفكر فى بنات فكر انك تتجوز متضيعش من عمرك وتحب وتمشى
مع دى وتمشى مع دى .
وبعدين مش عاوزه اسمعك بتتكلم بالطريقه دى
تانى انا يابنى ربيتكم على حب الناس والرضا
مش عاوزاك تكون حاقد على حد او تحسد حد
وبعدين انت اللى هتعمل نفسك محدش هيعملك .
سراج:
فى عدم اقتناع منه بالواقع الذى
يعيشه ولكن حفاظا على مشاعر امه وحبه لها
نظر لها وقال حاضر ياماما وبعدين قومى بقى عشان ابو سراج لو قام وملاقيش العيش السخن
هيزعل
وانتهى المشهد بحضن السيده فريده الدافىء
لابنها سراج
للروايه باقيه .............بقلم / احمد زعيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق